واستأسر عثمان والحكم، وهرب المغيرة واستاقوا العير إلى رسول الله، فقال لَهُم:«ما أمرتكم بالقتال فِي الشهر الحرام» وقالت قريش: قد سفك مُحَمَّد الدم الحرام، فأنزل الله ﷿ ﴿يَسْأَلُونَكَ عن الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ … ﴾ الآية وواقد هَذَا أول قاتل من المسلمين، وعمرو بن الحضرمي أول مقتول من المشركين فِي الإسلام، وشهد واقد بدرا.
أخبرنا أبو جَعْفَر بهذا الإسناد، عن ابن إسحاق، فيمن شهدا بدرا من بني عدي: وواقد بن عبد الله: حلف لَهُم لا عقب لَهُ، وشهد أحدا، والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ وتوفي فِي خلافة عمر بن الخطاب وَفِي قصة واقد وابن الحضرمي، يقول:
سقينا من ابن الحضرمي رماحنا … بنخلة لِمَا أوقد الحرب واقد
وقال ابن منده: واقد بن عبد الله الحنظلي خرج مع عبد الله بن جحش ..
وذكر القصة نحو ما تقدم.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أَبُو نعيم: واقد الحنظلي، وقيل: اليربوعي، لعله ظن أن فِيهِ تناقضا، وليس كذلك، فإن يربوعا من حنظلة، وحنظلة من تميم، فإذا قَالَ: يربوعي، فهو حنظلي وتميمي، وأظن أن أبا نعيم إنما قَالَ هَذَا لأن ابن منده جعلهما ترجمتين: جعل اليربوعي ترجمة، وجعل الحنظلي ترجمة، فبين أَبُو نعيم أنهما واحد، ويرد الكلام عَلَيْهِ فِي واقد اليربوعي، إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
د: واقد بن عبد الله اليربوعي من كبار الصحابة، سمي بِهِ عبد الله بن عمر ابنه واقدا.
وهو الَّذِي بعثه رسول الله ﷺ مع عبد الله بن جحش فِي طلب عير قريش.
أخرجه ابن منده، وروى بعد هَذَا حدث الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن النَّبِيّ ﷺ بعث واقد بن عبد الله مع عبد الله بن جحش فِي طلب عير قريش، وذكر الحديث بطوله.