قلت: لا أشك أنهما واحد، وهذا فرق بعيد جدًا، وَإِنما أسقط بعض الرواة زغبة من النسب، فإنهم جرت عادتهم بمثله كثيرًا، فلو أراد هذا المفرق بينهما أن ينسبهما لم يجد لهما إلا نسبًا واحدًا إِلَى زعوراء بْن عبد الأشهل، وأنهما قتلا يَوْم أحد، وهذا جميعه يدل أنهما واحد، وقد نسب ابن الكلبي سلمة بْن ثابت، وعمرو بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل، وأنهما قتلا يَوْم أحد، فكيف يكون الاتحاد إلا هكذا؟ وقال أيضًا: إن عمرًا هو: أصيرم بني عبد الأشهل الذي دخل الجنة، ولم يصل صلاة قط، والله أعلم.
[٥٨٢ - ثابت بن يزيد بن وديعة]
د ع: ثابت بْن يَزِيدَ بْن وديعة وقيل: ابن زيد بْن وديعة، يكنى: أبا سعد.
له صحبة، نزل الكوفة، روى عنه: البراء بْن عازب، وزيد بْن وهب، وعامر بْن ربيعة البجلي، قاله أَبُو نعيم، وذكر فيه حديث الضب الذي تقدم في ثابت بْن وديعة، وجعل هذا، وثابت بْن وديعة واحدًا، وكذلك أَبُو عمر، وأما ابن منده، فإنه جعلهما اثنين، وجعل لهما ترجمتين، ومع هذا فجعل الراوي عنهما في الترجمتين البراء، وزيدًا وسامرًا، والمتن واحد، وهو الضب، فلا أدري لم جعلهما اثنين؟ وقد تقدم الكلام عنهما في ثابت بْن وديعة، ولو نسب ابن منده هذا لظهر له الحق، والله أعلم.
أخرجه ههنا ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وأخرجه في ثابت بْن وديعة ابن منده، وَأَبُو عمر.
[٥٨٣ - ثابت بن يزيد]
د ع: ثابت بْن يَزِيدَ روى عنه عبد الرحمن بْن عائذ الحمصي الأزدي، أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ ﷺ ورجلي عرجاء لا تمس الأرض، فدعا لي، فبرأت حتى استوت مع الأخرى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.