وروى عباس بْن سعد، عن أبيه، قال: شهد ثعلبة بدرًا، وقتل يَوْم أحد، ولم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هذا ثعلبة بْن سعد هو ثعلبة بْن ساعدة الساعدي، الذي تقدم قبله، وليس عَلَى أَبِي عمر في إخراجه ههنا كلام، وَإِنما الكلام عَلَى ابن منده، وأبي نعيم.
وقول أَبِي عمر: إنه عم أَبِي حميد، وعم سهل، فيه نظر وبعد، إلا عَلَى قول العدوي، فإن جعل سهل بْن سعد بْن سعد بْن مالك فيكون عمه، وأما عَلَى قول غيره، فيكون أخاه مثل قول ابن منده وأبي نعيم، وأما أَبُو حميد، ففي نسبه اختلاف كثير، لا يصح معه هذا القول.
[٦٠١ - ثعلبة بن سعية]
ب د ع: ثعلبة بْن سعية وقيل: ابن يامين.
روى سَعِيد بْن جبير، وعكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أسلم عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية، وأسد بْن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم، فآمنوا وصدقوا، ورغبوا في الإسلام، قالت أحبار يهود، وأهل الكفر منهم: والله ما آمن بمحمد، ولا اتبعه إلا أشرارنا، ولو كانوا من أخيارنا ما تركوا دين آبائهم، وذهبوا إِلَى غيره، فأنزل اللَّه تعالى في ذلك من قولهم: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾ إِلَى قوله تعالى: ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.
أخرجه الثلاثة.
وهذا لفظ أَبِي نعيم، ومن يسمعه يظن أنهما قد أسلما هما، وعبد اللَّه بْن سلام في وقت واحد، وليس كذلك، وقد ذكره أَبُو عمر أوضح من هذا، فقال في ثعلبة: قد تقدم ذكره في الثلاثة الذين أسلموا يَوْم قريظة، فمنعوا دماءهم وأموالهم، وهذا كان بعد إسلام عَبْد اللَّهِ بْن سلام.
قال: وقال البخاري: توفي ثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية في حياة النَّبِيّ ﷺ.
قال: وذكر الطبري أن ابن إِسْحَاق قال في ثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية، وأسد بْن عبيد: هم من بني هدل ليسوا من بني قريظة، ولا النضير، فنسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة عَلَى حكم سعد بْن معاذ.