قَالَ أَبُو عُمَر: وَيُقَال: الكلبي، والصواب غالب بْن عَبْد اللَّه بْن مسعر الليثي، بعثه رَسُول اللَّه ﷺ عام الفتح ليسهل لهم الطريق، وسيره رَسُول اللَّه ﷺ فِي سرية ستين راكبًا إِلَى بني الملوح، وهم بطن من يعمر الشداخ الليثي بالكديد، وأمره أن يغير عليهم، فلما كانوا بقديد، لقيهم الحارث بْنُ مَالِك بْن برصاء الليثي، فأخذوه، فَقَالَ: إنَّما جئت مسلمًا، فَقَالَ غالب: إن كنت صادقًا لن يضرك رباط ليلة، وَإِن كنت عَلَى غير ذَلِكَ استوثقنا منك.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عُمَر: الكلبي، والصواب الليثي، فلا فرق بَيْنَهُما، فإن كلبًا بطن من ليث، وسياق النسب يدل عَلَيْهِ، والله أعلم.
وقَالَ ابْن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر: إنه شهد فتح مكَّة وسهل لهم الطريق، وقَالَ ابْن الكلبي: إن رَسُول اللَّه ﷺ بعثه إِلَى بني مرة بفدك، فاستشهد دون فدك، والله أعلم.
وَقَدْ ذكر ابْن إِسْحَاق سرية غالب قبل الفتح، إلا أَنَّهُ لم يذكر أَنَّهُ قتل، ونسبه ابْن إِسْحَاق، فقال: بعث رَسُول اللَّه ﷺ غالب بْن عَبْد اللَّه الكلبي، كلب ليث، وهذا يؤيد ما قُلْنَاه من أن كلبًا بطن من ليث.