النَّبِيّ ﷺ فدخل عَلَى عائشة، ﵂، فقالت له: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، قالت: أقم حتى يأتيك رَسُول اللَّهِ ﷺ فلم يلبث أن دخل عليه النَّبِيّ ﷺ فقال: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟، قال: عهدتها والله قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها، وأعذق إذخرها، وأسلب ثمامها، وأمشر سلمها، فقال: حسبك يا أصيل، لا تحزنا.
رواه مُحَمَّد بْن عبد الرحمن القرشي، عن مدلج هو ابن سدرة السلمي، قال: قدم أصيل الهذلي عَلَى رَسُول اللَّهِ ﷺ من مكة، نحوه.
ورواه الحسن، عن أبان بْن سَعِيد بْن العاص، أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ ﷺ فقال له: يا أبان، كيف تركت أهل مكة؟ تركتهم وقد جيدوا، وذكر نحوه.
قوله: أعذق إذخرها أي: صارت له أفنان كالعذوق، والإذخر: نبت معروف بالحجاز.
وأسلب ثمامها أي: أخوص، وصار له خوص، والثمام: نبت معروف بالحجاز ليس بالطويل.
وقوله: وأمشر سلمها أي: أورق واخضر، وروي، وأمش بغير راء يعني: أن ثمارها خرجت ناعمة رخصة كالمشاش، والأول أصح، وقوله: جيدوا أي: أصابهم الجود، وهو المطر الواسع، فهو مجود.
ع س: الأضبط بْن حيي بْن زعل الأكبر روى حديثه عبد المهيمن بْن الأضبط بْن زعل الأكبر، عن أبيه الأضبط، قال: قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا.