روى يزيد بْن عَمْرو بْن مسلم الخزاعي، أَخْبَرَنِي أَبِي، عن أبيه، قَالَ: كنت عند رَسُول اللَّهِ ﷺ ومنشد ينشد قول سويد بْن عَامِر المصطلقي:
لا تأمنن وَإِن أمسيت فِي حرم … إن المنايا بجنبي كل إنسان
واسلك طريقك تمشي غير مختشع … حَتَّى تلاقي ما يمنى لك الماني
وكل ذي صاحب يوما مفارقه … وكل زاد وَإِن أبقيته فان
والخير والشر مقرونان فِي قرن … بكل ذَلِكَ يأتيك الجديدان
فقال رَسُول اللَّهِ ﷺ:«لو أدرك هَذَا الإسلام لأسلم»، فبكى أَبِي، فقلت: يا أبت، أتبكي لمشرك مات فِي الجاهلية؟ فقال: يا بني، والله ما رأيت مشركا خيرا من سويد بْن عَامِر. وقال الزبير بْن بكار: هَذَا الشعر لأبي قلابة الشاعر الهذلي، قَالَ: هُوَ أول من قَالَ الشعر من هذيل، قَالَ: واسم أَبِي قلابة: الحارث بْن صعصعة بْن كعب بْن طابخة بْن لحيان بْن هذيل. قَالَ أَبُو عمر: ورواية يزيد بْن عَمْرو أثبت من قول الزبير. أخرجه الثلاثة.
روى زياد بْن سيار، عن عزة بنت عياض بْن أَبِي قرصافة، عن جدها أَبِي قرصافة، قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: «هَلْ لَك عقب؟» فقلت: لي أخ، فقال لي:«جيء بِهِ»، فرفقت بأخي مسلم، وَكَانَ غلاما صغيرا، حَتَّى جاء معي، فأسلم وبايعه رَسُول اللَّهِ ﷺ وَكَانَ اسمه ميسما، فقال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ:«ما اسمه؟» فقلت: اسمه ميسم، فقال:«بَلْ اسمه مسلم»، فقلت: مسلم يا رَسُول اللَّهِ.