للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتوفيت فاطمة بعد رسول الله بستة أشهر.

هذا أصح ما قيل، وقيل: بثلاثة أشهر، وقيل: عاشت بعده سبعين يوما.

وما رويت ضاحكة بعد وفاة رسول الله حتى لحقت بالله ﷿ ووجدت عليه وجدا عظيما.

قال أنس: قالت لي فاطمة: يا أنس، كيف طابت قلوبكم؟! تحثون التراب على رسول الله . وكانت أول أهله لحوقا به، تصديقا لقوله . ولما حضرها الموت، قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء، إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها.

قالت أسماء: يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي، ولا تدخلي علي أحدا.

فلما توفيت جاءت عائشة، فمنعتها أسماء، فشكتها عائشة إلى أبي بكر، وقال: هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله ! فوقف أبو بكر على الباب، وقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي أن يدخلن على بنت رسول الله وقد صنعت لها هودجا؟! قالت: هي أمرتني ألا يدخل عليها أحد، وأمرتني أن أصنع لها ذلك.

قال: فاصنعي ما أمرتك.

وغسلها علي وأسماء.

وهي أول من غطي نعشها في الإسلام، ثم بعدها زينب بنت جحش.

وصلى عليها علي بن أبي طالب، وقيل: صلى عليها العباس.

وأوصت أن تدفن ليلا، ففعل ذلك بها.

ونزل في قبرها علي والعباس، والفضل بن العباس.

قيل: توفيت لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة، والله أعلم.

وكان عمرها تسعا وعشرين سنة.

وقال عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي: كان عمرها ثلاثين سنة.

وقال الكلبي: كان عمرها خمسا وثلاثين سنة.

وقد روي أنها اغتسلت لما حضرها الموت وتكفنت، وأمرت عليا أن لا يكشفها إذا توفيت، وأن يدرجها في ثيابها كما هي، ويدفنها ليلا.

وقد ذكرنا في أم سلمى غسلها أيضا.

والصحيح أن عليا وأسماء غسلاها والله أعلم.

أخرجه الثلاثة.

[٧١٨٤ - فاطمة بنت سودة]

فاطمة بنت سودة بن أبي ضبيس الجهنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>