ب د ع: فاطمة بنت رسول الله ﷺ سيدة نساء العالمين ما عدا مريم بنت عمران صلى الله عليهما أمها خديجة بنت خويلد.
وكانت هي وأم كلثوم أصغر بنات رسول الله ﷺ. وقد اختلف: في أيتهن أصغر سنا؟ وقيل: إن رقية أصغرهن.
وفيه عندي نظر، لأن النبي ﷺ زوج رقية من ابن أبي لهب، فطلقها قبل الدخول بها، أمره أبواه بذلك، ثم تزوجها عثمان ﵁ وهاجرت معه إلى الحبشة، فما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى.
وكانت فاطمة تكنى أم أبيها، وكانت أحب الناس إلى رسول الله ﷺ وزوجها من علي بعد أحد، وقيل: تزوجها علي بعد أن ابتني رسول الله ﷺ بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وابتني بها بعد تزويجه إياها بسبعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزوجها خمسة عشرة سنة وخمسة أشهر في قول.
وانقطع نسل رسول الله ﷺ إلا منها، فإن الذكور من أولاده ماتوا صغارا، وأما البنات فإن رقية ﵂ ولدت عبد الله بن عثمان فتوفي صغيرا، وأما أم كلثوم فلم تلد، وأما زينب ﵂ فولدت عليا ومات صبيا، وولدت أمامة بنت أبي العاص فتزوجها علي، ثم بعده المغيرة بن نوفل.
وقال الزبير: انقرض عقب زينب.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا الخطيب بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن نظيف، أخبرنا أبو محمد بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو مريم، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر يعني: فاطمة إلى رسول الله ﷺ فأبى رسول الله ﷺ عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي.
فقلت: ما لي من شيء إلا درعي أرهنها.
فزوجه رسول الله ﷺ فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله ﷺ فقال: «ما لك تبكين يا فاطمة فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم سلما»
قال: وحدثنا الدولابي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير،