للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَنْ رَاكَبَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ سَالِمًا … حَتَّى يَبْلُغَ مَا أَقُولُ الأَصْيَدَا

إِنَّ الْبَنِينَ شِرَارُهُمْ أَمْثَالُهُمْ … مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ وَبَرَّ الأَبْعَدَا

أَتَرَكْتَ دِينَ أَبِيكَ وَالشُّمَّ الْعُلَى … أَوْدَوا وَتَابَعْتَ الْغَدَاةَ مُحَمَّدَا

فَلأَيِّ أَمْرٍ يَا بُنَيَّ عَقَقْتَنِي … وَتَرَكْتَنِي شَيْخًا كَبِيرًا مُفْنِدَا

أَمَّا النَّهَارُ فَدَمْعُ عَيْنِي سَاكِبٌ … وَأَبِيتُ لَيْلِي كَالسَّلِيمِ مُسَهَّدَا

فَلَعَلَّ رَبًّا قَدْ هَدَاكَ لِدِينِهِ …

فَاشْكُرْ أَيَادِيهِ عَسَى أَنْ تُرْشَدَا

وَاكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَصَبْتَ مِنَ الْهُدَى … وَبِدِينِهِ لا تَتْرُكْنِي مُوحِدَا

وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ قَرَابَتِي … وَعَقَقْتَنِي لَمْ أَلْفَ إِلا لِلْعِدَى

فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ أَبِيهِ أَتَى النَّبِيَّ ، فَأَخْبَرَهُ وَاسْتَأْذَنَهُ فِي جَوَابِهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:

إِنَّ الَّذِي سَمَّكَ السَّمَاءَ بِقُدْرَةٍ … حَتَّى عَلا فِي مُلْكِهِ فَتَوَحَّدَا

بَعَثَ الَّذِي لا مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى … يَدْعُو لِرَحْمَتِهِ النَّبِيَّ مُحَمَّدَا

ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ كَالْغَزَالَةِ وَجْهِهِ … قَرْنًا تَأَزَّرَ بِالْمَكَارِم وَارْتَدَى

فَدَعَا الْعِبَادَ لِدِينِهِ فَتَتَابَعُوا … طَوْعًا وَكَرْهًا مُقْبِلِينَ عَلَى الْهُدَى

وَتَخَوَّفُوا النَّارَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا … كَانَ الشَّقِيُّ الْخَاسِرُ الْمُتَلَدَّدَا

وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَيِّتٌ وَمُحَاسَبٌ … فَإِلَى مَتَى هَذِي الضَّلالَةِ وَالرَّدَى

فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ ابْنِهِ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ فَأَسْلَمَ.

أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.

[١٩٢ - أصيل بن عبد الله الهذلي]

ب س: أصيل بْن عَبْد اللَّهِ الهذلي وقيل: الغفاري.

روى ابن شهاب الزُّهْرِيّ، قال: قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب عَلَى أزواج

<<  <  ج: ص:  >  >>