للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله المدينة أسلم، فحسن إسلامه، وهو شيخ كبير، وكان قوالا بالحق، معظما لله في الجاهلية.

وكان يقول في الجاهلية أشعارا حسانا يعظم الله فيها، فمنها:

يقول أبو قيس وأصبح ناصحا … ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا

أوصيكم بالله والبر والتقى … وأعراضكم، والبر بالله أول

فإن قومكم سادوا فلا تحسدونهم … وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا

وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكم … فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا

وإن يأت غرم قادح فارفقوهم … وما حملوكم في الملمات فاحملوا

وإن أنتم أملقتم فتعففوا … وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا

وله أشعار كثيرة حسان، فيها حكم ووصايا، ذكر بعضها ابن إسحاق. أخرجه أبو عمر.

[٦١٨٦ - أبو قيس صيفي]

ب س: أبو قيس صيفي بن الأسلت الأنصاري أحد بني وائل بن زيد.

هرب إلى مكة فكان فيها مع قريش إلى عام الفتح، وقد ذكرناه في الصاد.

وقال الزبير بن بكار: أبو قيس بن الأسلت، اسمه الحارث، وقيل: عبد الله.

قال: واسم الأسلت: عامر جشم بن وائل بن زيد ابن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس.

وفيه نظر.

والصحيح أنه لم يسلم، ومثله نسبه ابن الكلبي، وقيل: إنه أراد الإسلام لما هاجر النبي وأراد الإسلام، لقيه عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين، فقال له: لقد لذت من حربنا كل ملاذ، مرة تحالف قريشا، ومرة تريد تتبع محمدا! فغضب أبو قيس، وقال: لا جرم لا اتبعته إلا آخر الناس.

فزعموا أنه لما حضره الموت بعث إليه النبي فقال: «قل: لا إله إلا الله، اشفع لك بها يوم القيامة».

فسمع يقولها، وقيل: إن أبا قيس سأل النبي : إلام تدعو؟ فذكر له، فقال: ما أحسن هذا! أنظر في أمري، وأعود إليك.

فلقيه عبد الله بن أبي، فقال: من أين؟ فذكر له النبي وقال: هو الذي كانت أحبار يهود تخبرنا عنه.

وكاد يسلم، فقال له عبد الله: كرهت حرب الخزرج؟ فقال: والله لا أسلم إلى سنة.

ولم يعد إلى رسول الله فمات قبل الحول، على رأس عشرة أشهر من الهجرة،

<<  <  ج: ص:  >  >>