وقَالَ ابْنُ منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين، فصلى عَلَيْهِ عثمان، ونسبه ابْنُ منده، فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم بْن مازن بْن النجار، فأسقط مِنْهُ عدة أباء يرد ذكرهم فِي الترجمة التي بعد هَذِهِ، إن شاء اللَّه تَعَالى
[٣١٥١ - عبد الله بن كعب بن عمرو الأنصاري]
ب ع س: عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري ثُمَّ الْمَازِنِي شهد بدرًا، وكان عَلَى غنائم النَّبِيّ ﷺ يَوْم بدر، وشهد المشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّه ﷺ وكان عَلَى خمس النَّبِيّ ﷺ فِي غيرها، يكنى أبا الحارث، وقيل: أَبُو يَحيى، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: إنه شهد بدرًا، ولم يذكر أَنَّهُ كَانَ عَلَى الخمس، لأن أبا نعيم وابن منده ذكرًا أن الخمس كَانَ عَلَيْهِ عَبْد اللَّه بْن كعب المقدم ذكره، أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو عُمَر: توفي سنة ثلاثين بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ عثمان.
قلت: قَدْ جعل أَبُو نعيم هَذَا غير الَّذِي قبله، وجعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وجعل هَذَا الثَّاني فيما شهد بدرًا، ولم يذكر وفاة أحدهما، وأمَّا ابْنُ منده، فلم يذكر الثَّاني، وَإِنما جعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وذكر وفاته، وأمَّا أَبُو عُمَر، فلم يذكر الأول، وَإِنما ذكر هَذَا وجعله هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وأنَّه مات سنة ثلاثين، وكنى أَبُو نعيم، وابن منده الأول: أبا الحارث، وجعل أَبُو عُمَر هَذِهِ الكنية لهذا، وقَالَ ابْنُ الكلبي: عبد اللَّه بْن كعب بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول، شهد بدرًا، وجعله رَسُول اللَّه ﷺ عَلَى قبض مغانمها، ووافق أبا عُمَر، ولم يذكر الأول، وَإِنما ذكر حبيب بْن كعب بْن زَيْد بْن عاصم بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول، وَقَدْ تقدم ذكره.
والصحيح أن أبا الحارث كنية عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عَمْرو بْن عوف، وهو الَّذِي كَانَ عَلَى الخمس وهو الَّذِي صلى عَلَيْهِ عثمان، عَلَى أن أبا أَحْمَد العسكري، قَالَ فِي ترجمة عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم: ذكره ابْنُ أَبِي خيثمة، يكنى: أبا الحارث، كَانَ عَلَى الخمس يَوْم بدر، مات سنة ثلاث وثلاثين وصلى عَلَيْهِ عثمان.
ولا شك أن ابْنُ منده، وأبا نعيم عَنِ ابْنِ أَبِي خيثمة نقلًا ما قالاه، والعجب من أَبِي نعيم،