عَبْد بْن الجلندي أسلم وهو، وأخوه جيفر عَلَى عهد رَسُول اللَّه ﷺ وكان بعمان.
ذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة أخيه جيفر، وَقَدْ ذكرناه فِي جيفر.
[٣٤٤١ - عبد أبو حدرد]
ب د ع عَبْد، أَبُو حدرد الأسلمي وهو مشهور بكنيته وسيذكر إن شاء اللَّه تَعَالى فِي الكنى واختلف العلماء فِي اسمه، فَقَالَ أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين: اسم أبي حدرد عَبْد، وقَالَ هشام بْن الكلبي: اسمه سلامة بْن عمير، وَقَدْ تقدم.
وهو والد عَبْد اللَّه بْن أَبِي حدرد، والد أم الدرداء، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ، بإسناده إلى يونس بْن بكير، عن مُحَمَّد بْن إسحاق، عن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن أسلم، عن أَبِي حدرد، قَالَ: تزوجت امْرَأَة من قومي، فأصدقتها مائتي درهم، فأتيت رَسُول اللَّه ﷺ أستعينه عَلَى نكاحي، فَقَالَ:«كم أصدقت»؟ قلت: مائتي درهم، فَقَالَ رَسُول اللَّه ﷺ:«سبحان اللَّه! لو كنتم تأخذونها من واد ما زاد، لا والله ما عندي ما أعينك بِهِ!» فلبثت أيامًا، ثُمَّ أقبل رَجُل من جشم بْن معاوية يُقال لَهُ: رفاعة ابْنُ قيس، أَوْ: قيس بْن رفاعة حتَّى نزل بقومه ومن معه الغابة، يريد أن يجمع قيسًا عَلَى حرب رَسُول اللَّه ﷺ وكان ذا اسم وشرف فِي جشم، فدعاني رَسُول اللَّه ﷺ ورجلين من المسلمين، فَقَالَ:«اخرجوا إلى هَذَا الرجل حتَّى تأتونا بخير وعلم».
فخرجنا ومعنا سلاحنا، حتَّى جئنا قريبًا من الحاضر مَعَ الغروب، فكمنت فِي ناحية وأمرت صاحبي فكمنا فِي ناحية أخرى من حاضر القوم، وقلت لهما: إِذَا سمعتماني كبرت، وشددت فِي العسكر فكبرا وشدا معي، وغشينا الليل وذهب فحمة العشاء، وَقَدْ كَانَ أبطأ عليهم راع لهم، فتخوفوا عَلَيْهِ، فقام صاحبهم رفاعة بْن قيس فأخذ سيفه، وقَالَ: والله لأطلبن أثر راعينا، فَقَالَ لَهُ نفر ممن معه: نَحْنُ نكفيك، فَقَالَ: والله لا يذهب إلا أَنَا، ولا يتبعني منكم أحد، وخرج حتَّى مر بي، فلما أمكنني نفحته بسهم، فوضعته فِي فؤاده، فما تكلم،