روى ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، قال: كان النبي ﷺ يؤتى بالمجانين، فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها: أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرا ولم يخرج شيطانها فقال رسول الله ﷺ:«هو يعيبها في الدنيا، ولها في الآخرة خير».
قال ابن جريج: وأخبرني عطاء أنه رأى أم زفر امرأة سوداء طويلة على سلم الكعبة.
قال ابن جريج: أخبرني عبد الكريم، عن الحسن، أنه سمعه يقول: كانت امرأة تحمق، فجاء أخوتها فشكوا ذلك إليه، فقال:«إن شئتم دعوت الله فبرأت، وإن شئتم كانت كما هي، ولا حساب عليها في الآخرة».
فخيرها إخوتها فقالت: دعوني كما أنا.
فتركوها.
أخرجها الثلاثة.
[٧٤٥٢ - أم زفر ماشطة خديجة]
س: أم زفر ماشطة خديجة وكانت عجوزا سوداء تغشى النبي ﷺ في زمان خديجة.
روى عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى.
قال: هذه المرأة السوداء، أتت رسول الله ﷺ فقالت: إني أصرع، وإني أنكشف فادع الله ﷿ قال:«إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك»، فقالت: أصبر، قالت: فإني أنكشف، فادع الله أن لا أنكشف.
فدعا لها.
وروى ابن جريج، عن عطاء، أنه رأى أم زفر امرأة سوداء على سلم الكعبة.
أخرجها كذا أبو موسى، وقال: يحتمل أن تكون أم زفر التي ذكروها.
قلت: كذا ذكرها أبو موسى، وذكر حديث ابن عباس وابن جريج، وهذان الحديثان يدلان أنهما واحدة، والذي ذكره أبو موسى عن ابن جريج في هذه الترجمة، ذكره أبو عمر في الترجمة الأولى، وقوله في هذه: إنها العجوز التي كانت تغشى النبي ﷺ في حياة