ثم اجتمعوا عليه فقتلوه، فلما قتلوه كبر أهل الشام، فقال عَبْد اللَّهِ بْن عمر: المكبرون عليه يَوْم ولد، خير من المكبرين عليه يَوْم قتل.
وقال يعلى بْن حرملة: دخلت مكة بعدما قتل ابن الزبير، فجاءت أمه امرأة طويلة عجوزًا مكفوفة البصر تقاد، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟! فقال لها الحجاج: المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقًا، ولكنه كان صوامًا قوامًا وصولًا، قال: انصرفي فإنك عجوز قد خرفت، فقالت: لا والله ما خرفت، ولقد سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول:«يخرج من ثقيف كذاب ومبير»، أما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت المبير، تعني بالكذاب المختار ابن أَبِي عبيد.
وكان ابن الزبير كوسجًا واجتاز به ابن عمر وهو مصلوب، فوقف وقال: السلام عليك أباه خبيب، ودعا له ثم قال: أما والله إن أمة أنت شرها لنعم الأمة، يعني إن أهل الشام كانوا يسمونه ملحدًا ومنافقًا إِلَى غير ذلك.
[٢٩٥٠ - عبد الله بن زغب]
ب د ع: عَبْد اللَّهِ بْن زغب الإيادي.
قال أَبُو زرعة الدمشقي: له صحبة، وقد خالفه غيره فقال: لا صحبة له.
روى عنه عبد الرحمن بْن عايذ، أَنَّهُ سمع النَّبِيّ ﷺ يقول:«من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار».
وروى عنه ضمرة بْن حبيب أيضًا، وهو الذي يروي عن النَّبِيّ ﷺ حديث قس بْن ساعدة.