زنيت فأقم عَليّ كتاب الله ﷿ فأعرض عَنْهُ، فعاد فقال: يا رسول الله، إِنِّي زنيت فأقم عَليّ كتاب الله ﷿ حَتَّى قالها أربع مرات، قَالَ:«فيمن؟» قَالَ: بفلانة، قَالَ:«هَلْ ضاجعتها؟»، قَالَ: نعم، قال:«هَلْ جامعتها؟»، قَالَ: نعم، فأمر بِهِ فرجم، فلما رجم وجد مس الحجارة، فجزع، فخرج يشتد فلقيه عبد الله بن أنيس فنزع لَهُ بوظيف بعير فرماه فقتله، ثُمَّ أتى النَّبِيّ ﷺ فذكر لَهُ ذَلِكَ، فقال:«هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله ﷿ عَلَيْهِ» وروى ابن إسحاق، عن عَاصِم بن عمر بن قتادة، عن الْحَسَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طالب، قَالَ: جئت إلى جابر بن عبد الله، فقلت: إن رجالا من أسلم يحدثون أن رسول الله ﷺ قَالَ لَهُم حين ذكروا لَهُ جزع ماعز: «ألا تركتموه»، وما أعرف الحديث.
قَالَ: يا ابن أخي، أنا أعلم الناس بهذا الحديث، كنت فيمن رجم الرجل، إنا لِمَا خرجنا بِهِ فرجمناه، فوجد مس الحجارة صرخ بنا: يا قوم، ردوني إلى رسول الله ﷺ فإن قومي قتلوني وغرني من نفسي، وأخبروني أن رسول الله ﷺ غير قاتلي، فلم ننزع عَنْهُ حَتَّى قتلناه، فأخبرنا رسول الله ﷺ بذلك، فقال:«فهلا تركتموه وجئتموني بِهِ»، ليستثبت رسول الله ﷺ مِنْه، فأما لترك حد فلا، وَكَانَ ماعز قصيرا أعضل، وقال رسول الله ﷺ:«وَالَّذِي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها».
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده: وَفِيهِ نظر.
وقال أَبُو عمر: وقد قيل: إنه لا صحبة لَهُ، وإنما الصحبة لأبيه هزال، وهو أولى بالصواب، والله أعلم.
[٥٢٨٤ - نعيم بن همار]
ب د ع: نعيم بن همار ويقال: هبار، ويقال: هدار، ويقال: حمار بالحاء المهملة، ويقال: بالخاء المعجمة، كل هَذَا قد قيل فِيهِ، وأصحها همار، وهو غطفاني.
قَالَ أَبُو سعد السمعاني: هُوَ من غطفان بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام، بطن من جذام، معدود فِي أهل الشام.
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الْحَسَن الفقيه بإسناده، عن أبي يعلى أحمد بن عَليّ، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إِسْمَاعِيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن