فقال لها:«اسكتي عن هذه، وقولي التي كنت تقولين قبلها» وروى أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء: صفي لي رسول الله ﷺ فقالت: يا بني، لو رأيته لرأيت الشمس طالعة.
ب د ع: الربيع تصغير الربيع أيضا هي بنت النضر تقدم نسبها عند أخيها أنس بن النضر، وهي أنصارية من بني عدي بن النجار، وهي أم حارثة بن سراقة الذي استشهد بين يدي رسول الله ﷺ ببدر، فأتت أمة الربيع رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء، فقال:«إنها جنات، وإنه أصاب الفردوس الأعلى».
وهذه الربيع هي التي كسرت ثنية امرأة، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا، وطلبوا العفو فأبوا وأتوا النبي ﷺ فأمر النبي ﷺ بالقصاص، فقام أخوها أنس بن النضر فقال: يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فعفا القوم بعد أن كانوا امتنعوا، فقال رسول الله ﷺ:«إن من عباد الله من أقسم على الله لأبره».
وقد قيل: إن التي فعلت ذلك كانت أخت الربيع.
أخبرنا يحيى بن محمود عن عبد الوهاب بن أبي حبة.
بإسنادهما عن مسلم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس: أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا، فاختصموا إلى رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ:«القصاص القصاص» فقالت أم الربيع: يا رسول الله، أيقتص من فلانة! والله لا يقتصن منها أبدا، فقال رسول الله ﷺ:«سبحان الله يا أم الربيع! القصاص كتاب الله».