د ع: نَافِع أَبُو السائب مولى غيلان بن سلمة روى يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن غيلان بن سلمة، أن أبا السائب نافعا كَانَ عبدا لغيلان بن سلمة، ففر إلى رسول الله ﷺ وغيلان مشرك، فأسلم، فأعتقه رسول الله ﷺ فلما أسلم غيلان رد النَّبِيّ ﷺ ولاءه عَلَيْهِ.
روى إسحاق بن راهويه، عن سُلَيْمَان بن نَافِع العبدي، سمع مِنْه بحلب، قَالَ: قَالَ أبي: وفد المنذر بن ساوي من البحرين، حَتَّى أتى مدينة رسول الله ﷺ ومع المنذر أناس، وأنا غليم لا أعقل، أمسك جمالهم، قَالَ: فذهبوا مع سلاحهم، وسلموا عَلَى رسول الله ﷺ ووضع المنذر سلاحه، ولبس ثيابا كانت معه، ومسح لحيته، وأتى النَّبِيّ ﷺ فسلم عَلَيْهِ، وأنا مع الجمال، قَالَ المنذر: قَالَ النَّبِيّ ﷺ: «رأيت منك ما لَمْ أر من أصحابك» قَالَ: وما رأيت مني يا نبي الله؟ قَالَ:«وضعت سلاحك، ولبست ثيابك، وتدهنت»، قلت: يا نبي الله، أشيء جبلت عَلَيْهِ أم شيء أحدثته؟ قَالَ النَّبِيّ:«لا، بَلْ جبلت عَلَيْهِ»، فسلموا عَلَى النَّبِيّ ﷺ فقال النَّبِيّ ﷺ:«أسلمت عبد القيس طوعا، وأسلم الناس كرها، فبارك الله فِي عبد القيس وموالي عبد القيس».
قَالَ سُلَيْمَان بن نَافِع: قَالَ لي أبي: نظرت إلى رسول الله ﷺ كما أني أنظر إليك، ولكني لَمْ أعقل، ومات أبي وهو ابن عشرين ومائة سنة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
قلت: هَذَا الَّذِي فعله المنذر بن ساوي إنما فعله الأشج العبدي، وله قَالَ النَّبِيّ ﷺ:«إن فيك خلقين يحبهما الله»، فقال الأشج العبدي: يا نبي الله أشيء جبلت عَلَيْهِ أم شيء أحدثته؟ قَالَ:«لا، بَلْ شيء جبلت عَلَيْهِ»، قَالَ: الحمد لله الَّذِي جبلني عَلَى خلقين يحبهما.