منده وأبي نعيم فِي يزيد أبي السائب ابن أخت نمر: إنه غير الأول، الَّذِي هُوَ يزيد أبو السائب الأَزْدِيّ، فلا شك أنهما حَيْثُ رأيا الأول أزديا وهذا كنديا ظناه غيره، أو من نقلا عَنْهُ.
وهذا أبو السائب ابن أخت النمر قيل فِيهِ: أزدي، وقيل كندي، وقيل: كناني.
فبان بهذا أنهما واحد، عَلَى أن كلام أبي نعيم إنما أحال فِيهِ عَلَى ابن منده، فإنه قَال: يزيد أَبُو السائب، فرق بعض المتأخرين بينه وبين الأول فيما ذكره عن البخاري، ويعني بالأول بن أخت النمر، فهذا الكلام يدل عَلَى أَنَّهُ لَمْ يعلمه، فلهذا أحال بِهِ عَلَى غيره، والله أعلم.
[٥٥٥٧ - يزيد بن أبي سفيان]
ب د ع: يزيد بن أبي سفيان واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أخو معاوية.
وَكَانَ أفضل بني أبي سفيان، وَكَانَ يقال لَهُ: يزيد الخير، وكانت أمه أم الحكم زينب بنت نوفل بن خلف من بني كنانة، وقيل: اسمها هند بنت حبيب بن يزيد، يكنى أبا خالد.
أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وأعطاه النَّبِيّ ﷺ من الغنائم بِهَا مائة بعير وأربعين أوقية، وزنها لَهُ بلال، واستعمله أبو بكر الصديق ﵁ عَلَى جيش، وسيره إلى الشام، وخرج معه يشيعه راجلا.
قَالَ ابن إسحاق: لِمَا قفل أبو بكر من الحج سنة اثنتي عشرة، بعث عَمْرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة إلى فلسطين، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء، وكتب خالد بن الوليد وهو بالعراق يأمره بالمسير إلى الشام، فسار عَلَى السماوة، وأغار عَلَى غسان بمرج راهط من أرض دمشق، ثُمَّ سار فنزل عَلَى قناة بصرى، وقدم عَلَيْهِ يزيد بن أبي سفيان، وَأَبُو عبيدة، وشرحبيل، فصالحت بصرى، وكانت أول مدائن الشام فتحت، ثُمَّ ساروا نحو فلسطين، فالتقوا مع الروم بأجنادين بين الرملة وبيت جبرين، فهزم الله الروم فِي جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، فلما ولي عمر بن الخطاب ﵁ ولي أبا عبيدة، وفتح الله عَلَيْهِ الشامات، ولي يزيد بن أبي سفيان فلسطين، ولما مات أَبُو عبيدة استخلف معاذ بن جبل، ومات معاذ فاستخلف يزيد، ومات يزيد فاستخلف أخاه معاوية، وَكَانَ موت هؤلاء كلهم فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.