الذراع، دقيق مستدقها، ضخم عضلة الساق، دقيق مستدقها، قَالَ: ورأيته يخطب فِي يَوْم من الشتاء، عَلَيْهِ قميص وَإِزار قطريان معتم بشيء مما ينسج فِي سوادكم.
وقَالَ ابْنُ أَبِي الدنيا: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن دَاوُد، حَدَّثَنَا مدرك أَبُو الحجاج، قَالَ: رَأَيْت عليًا يخطب، وكان من أحسن النَّاس وجهًا.
وقيل: كَانَ كأنما كسر ثُمَّ جبر، لا يغير شيبه، خفيف المشي، ضحوك السن.
وبالجملة فمناقبه عظيمة كَثِيرة، فلنقتصر عَلَى هَذَا القدر منها، ومن يريد أكثر من هذا، فقد جمعنا مناقبه فِي كتاب جامع لها، والحمد لله رب العالمين.
ورثاه النَّاس فأكثروا، فمن ذَلِكَ ما قاله أَبُو الأسود الدؤلي، وبعضهم يرويها لأم الهيثم بِنْت العريان النخعية:
ألا يا عين ويحك أسعدينا … ألا تبكي أمير المؤمنينا
وتبكي أم كلثوم عَلَيْهِ … بعبرتها وَقَدْ رأت اليقينا
ألا قل للخوارج حيث كانوا … فلا قرت عيونا الشامتينا
أفي الشهر الحرام فجعتمونا … بخير النَّاس طرًا أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا … فذللها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها … ومن قَرَأَ المثاني والمبينا
وكل مناقب الخيرات فِيهِ … وحب رَسُول رب العالمينا
لقد علمت قريش حيث كانوا … بأنك خيرها حسبًا ودينا
إِذَا استقبلت وجه أَبِي حُسَيْن … رَأَيْت البدر راق الناظرينا
وكنا قبل مقتله بخير … نرى مَوْلَى رَسُول اللَّه فينا
يقيم الحق لا يرتاب فِيهِ … ويعدل فِي العدا والأقربينا
وليس بكاتم علمًا لديه … ولم يخلق من المتجبرينا
كأن النَّاس إذ فقدوا عليًا … نعام حار في بلد سنينا
فلا تشمت معاوية بْن حرب … فإن بقية الخلفاء فينا
وقَالَ الفضل بْن الْعَبَّاس بْن عتبة بْن أَبِي لهب فِيهِ أيضًا: