سقاك أَبُو بَكْر بكأس روية … وأنهلك المأمور منها وعلكا
فلما بلغت أبياته هَذِهِ رَسُول اللَّه ﷺ أهدر دمه، وقَالَ:«من لقي كعبًا فليقتله»، فكتب بذلك يجير إِلَى أخيه، وقَالَ لَهُ: النجاء، وما أراك تفلت!، ثُمَّ كتب إِلَيْه أن رَسُول اللَّه ﷺ لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رَسُول اللَّه، إلا قبل مِنْهُ، وأسقط ما كَانَ قبل ذَلِكَ، فإذا أتاك كتابي هَذَا، فأقبل وأسلم: فأقبل كعب، وقَالَ قصيدته التي مدح فيها رَسُول اللَّه ﷺ وأقبل حتَّى أناخ راحلته بباب المسجد، مسجد رَسُول اللَّه ﷺ ثُمَّ دخل المسجد، ورسول اللَّه ﷺ بين أصحابه، مكان المائدة من القوم، حلقة دون حلقة، يقبل إِلَى هَؤُلَاءِ مرة فيحدثهم، وَإِلى هَؤُلَاءِ مرة فيحدثهم، قَالَ كعب: دخلت وعرفت رَسُول اللَّه ﷺ بالصفة، فتخطيت حتَّى جلست إِلَيْه، فأسلمت وقلت: الأمان يا رَسُول اللَّه! قَالَ: «ومن أنت»؟ قلت: كعب بْن زُهَيْر، قَالَ:«أنت الَّذِي تَقُولُ؟» والتفت إِلَى أَبِي بَكْر، وقَالَ:«كيف يا أبا بَكْر»؟ فأنشده أَبُو بَكْر الأبيات، فلما قَالَ:
وأنهلك المأمور منها وعلكا
المأمور: بالراء، قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّه، ما هكذا قلت! قَالَ:«كيف قلت»؟ قَالَ قلت: