رسول الله ﷺ جعفر بن أبي طالب إليه فخطبها، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب، فزوجها من رسول الله ﷺ وقيل: بل العباس، قال لرسول الله ﷺ: إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبد العزى، هل لك أن تزوجها؟ فتزوجها رسول الله ﷺ
أخبرنا أبو جعفر، بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال:«ثم تزوج رسول الله ﷺ بعد صفية ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى»
قال يونس: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، قال:«تزوج رسول الله ﷺ ميمونة وهو حلال في قبة لها»، وماتت فيها، ويزيد هو ابن أخت ميمونة، وقيل: تزوجها وهو محرم
أخبرنا غير واحد، بإسنادهم عن محمد بن عيسى، حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا سفيان بن حبيب، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، «أن النبي ﷺ تزوج ميمونة وهو محرم» ولهذا الاختلاف اختلف الفقهاء في نكاح المحرم، وقال بعضهم: تزوجها رسول الله ﷺ وهو حلال، وظهر أمر تزويجها وهو محرم ثم بنى بها وهو حلال بسرف بطريق مكة، وماتت بسرف أيضا حيث بنى بها رسول الله ﷺ ودفنت هناك.
ولما فرغ رسول الله ﷺ من عمرته أقام بمكة ثلاثا، فأتاه سهيل بن عمرو، في نفر من أهل مكة فقالوا: يا محمد، اخرج عنا فاليوم آخر شرطك وكان شرط في الحديبية أن يعتمر من قابل، ويقيم بمكة ثلاثا، فقال:«دعوني أبتني بأهلي وأصنع لكم طعاما»، فقالوا: لا حاجة لنا بطعامك.
فخرج فبنى فيها بسرف قريب من مكة.
وقال ابن شهاب وقتادة: هي التي وهبت نفسها للنبي ﷺ فأنزل الله تعالى: ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾.