للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: «لولا أن تجد صفية لتركته حتى يحشر من بطون الطير والسباع».

وصفية هي أم الزبير وهي أخته.

وروى مُحَمَّد بْن عقيل، عن جابر قال: لما سمع النَّبِيّ ما فعل بحمزة شهق، فلما رَأَى ما فعل به صعق.

ولما عاد النَّبِيّ إِلَى المدينة سمع النوح عَلَى قتلى الأنصار، قال: «لكن حمزة لا بواكي له».

فسمع الأنصار فأمروا نساءهم أن يندبن حمزة قبل قتلاهم، ففعلن ذلك، قال الواقدي: فلم يزلن يبدأن بالندب لحمزة حتى الآن.

وقال كعب بْن مالك يرثي حمزة، وقيل هي لعبد اللَّه بْن رواحة:

بكت عيني وحق لها بكاها … وما يغني البكاء ولا العويل

عَلَى أسد الإله غداة قَالُوا … لحمزة: ذاكم الرجل القتيل

أصيب المسلمون به جميعًا … هناك وقد أصيب به الرسول

أبا يعلى لك الأركان هدت … وأنت الماجد البر الوصول

عليك سلام ربك في جنان … يخالطها نعيم لا يزول

ألا يا هاشم الأخيار صبرًا … فكل فعالكم حسن جميل

رَسُول اللَّهِ مصطبر كريم … بأمر اللَّه ينطق إذ يقول

ألا من مبلغ عني لؤيا … فبعد اليوم دائلة تدول

وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا … وقائعنا بها يشفى الغليل

نسيتم ضربنا بقليب بدر … غداة أتاكم الموت العجيل

غدادة ثوى أَبُو جهل صريعًا … عليه الطير حائمة تجول

وعتبة وابنه خرا جميعًا … وشيبة غضه السيف الصقيل

ألا يا هند لا تبدي شماتًا … بحمزة إن عزكم ذليل

<<  <  ج: ص:  >  >>