للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان عمره لما قدم النَّبِيّ المدينة إحدى عشرة سنة، وكان يَوْم بعاث ابن ست سنين، وفيها قتل أبوه.

واستصغره رَسُول اللَّهِ يَوْم بدر، فرده، وشهد أحدًا، وقيل: لم يشهدها، وَإِنما شهد الخندق أول مشاهده، وكان ينقل التراب مع المسلمين، فقال رَسُول اللَّهِ : «إنه نعم الغلام»، وكانت راية بني مالك بْن النجار يَوْم تبوك مع عمارة بْن حزم، فأخذها رَسُول اللَّهِ ودفعها إِلَى زيد بْن ثابت، فقال عمارة: يا رَسُول اللَّهِ، بلغك عني شيء؟ قال: «لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذًا للقرآن منك».

وكان زيد يكتب لرسول اللَّه الوحي وغيره، وكانت ترد عَلَى رَسُول اللَّهِ كتب بالسريانية فأمر زيدًا فتعلمها، وكتب بعد النَّبِيّ لأبى بكر، وعمر، وكتب لهما معه معيقيب الدوسي أيضًا.

واستخلف عمر زيد بْن ثابت عَلَى المدينة ثلاث مرات، مرتين في حجتين، ومرة في مسيره إِلَى الشام.

وكان عثمان يستخلفه أيضًا إذا حج، ورمي يَوْم اليمامة بسهم فلم يضره.

وكان أعلم الصحابة بالفرائض، فقال رَسُول اللَّهِ : «أفرضكم زيد».

فأخذ الشافعي بقوله في الفرائض عملًا بهذا الحديث، وكان من أعلم الصحابة والراسخين في العلم.

وكان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأزمتهم إذا كان في القوم.

وكان عَلَى بيت المال لعثمان، فدخل عثمان يومًا، فسمع مولى لزيد يغني، فقال عثمان: من هذا؟ فقال زيد: مولاي وهيب، ففرض له عثمان ألفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>