للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ناس من تميم جئنا بشاعرنا، وخطيبنا لنشاعرك، ونفاخرك، فقال النَّبِيّ : ما بالشعر بعثنا، ولا بالفخار أمرنا، ولكن هاتوا، فقال الأقرع بْن حابس لشاب منهم: فم يا فلان، فاذكر فضلك وقومك، فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء، فنحن خير من أهل الأرض، أكثرهم عددًا، وأكثرهم سلاحًا، فمن أنكر علينا قولنا، فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال هو أفضل من فعالنا، فقال رَسُول اللَّهِ لثابت بْن قيس بْن شماس الأنصاري، وكان خطيب النَّبِيّ : قم فأجبه، فقام ثابت، فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهًا، وأعظم الناس أحلامًا، فأجابوه، والحمد لله الذي جعلنا أنصاره، ووزراء رسوله، وعزًا لدينه، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه، فمن قالها منع منا نفسه وماله، ومن أباها قاتلناه، وكان رغمه في اللَّه تعالى هينا، أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه للمؤمنين والمؤمنات.

فقال الزبرقان بْن بدر لرجل منهم: يا فلان، قم فقل أبياتًا تذكر فيها فضلك، وفضل قومك، فقال:

نحن الكرام فلا حي يعادلنا … نحن الرءوس وفينا يقسم الربع

ونطعم الناس عند المحل كلهم … من السديف إذا لم يؤنس القزع

إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد …

إنا كذلك عند الفخر نرتفع

فقال رَسُول اللَّهِ : علي بحسان بْن ثابت، فحضر، وقال: قد آن لكم أن تبعثوا إِلَى هذا العود، والعود: الجمل المسن، فقال له رَسُول اللَّهِ : قم فأجبه، فقال: أسمعني ما قلت، فأسمعه، فقال حسان:

نصرنا رَسُول اللَّهِ والدين عنوة … عَلَى رغم عات من معد وحاضر

بضرب كإيزاغ المخاض مشاشه … وطعن كأفواه اللقاح الصوادر

وسل أحدًا يَوْم استقلت شعابه … بضرب لنا مثل الليوث الخوادر

ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى … إذا طاب ورد الموت بين العساكر

ونضرب هام الدراعين وننتمي … إِلَى حسب من جذم غسان قاهر

فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى … وأمواتنا من خير أهل المقابر

<<  <  ج: ص:  >  >>