للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلولا حياء اللَّه قلنا تكرما … عَلَى الناس بالخيفين: هل من منافر

فقام الأقرع بْن حابس، فقال: إني، والله يا مُحَمَّد، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، قد قلت شعرًا فاسمعه، قال: هات، فقال:

أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا … إذا خالفونا عند ذكر المكارم

وأنا رءوس الناس من كل معشر … وأن ليس في أرض الحجاز كدارم

فقال رَسُول اللَّهِ : قم يا حسان فأجبه، فقال:

بني دارم لا تفخروا إن فخركم … يعود وبالا عند ذكر المكارم

هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم … لنا خول من بين ظئر وخادم

فقال رَسُول اللَّهِ : لقد كنت غنيًا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما كنت ترى أن الناس قد نسوه، فكان قول رَسُول اللَّهِ أشد عليهم من قول حسان.

ثم رجع حسان إِلَى قوله:

وأفضل ما نلتم من المجد والعلى … ردافتنا من بعد ذكر المكارم

فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم … وأموالكم أن تقسموا في المقاسم

فلا تجعلوا لله ندًا وأسلموا …

ولا تفخروا عند النَّبِيّ بدارم

وَإِلا ورب البيت مالت أكفنا … عَلَى رءوسكم بالمرهفات الصورم

فقام الأقرع بْن حابس، فقال: يا هؤلاء، ما أدري ما هذا الأمر؟ تكلم خطيبنا، فكان خطيبهم أرفع صوتا، وتكلم شاعرنا، فكان شاعرهم أرفع صوتا، وأحسن قولا، ثم دنا إِلَى النَّبِيّ فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رَسُول اللَّهِ، فقال رَسُول اللَّهِ : لا يضرك ما كان قبل هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>