[تعقيب المؤلف على الآثار الواردة في وجوب طاعة الرسول]
[قال الشيخ ابن بطة: فاعتبروا يا أولي الأبصار، فشتان بين هؤلاء العقلاء السادة الأبرار الأخيار، الذين ملئت قلوبهم بالغيرة على إيمانهم، والشح على أديانهم، وبين زمان أصبحنا فيه وناس نحن منهم، وبين ظهرانيهم، هذا عبد الله بن مغفل صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وسيد من ساداتهم، يقطع رحمه، ويهجر حميمه، حين عارضه في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحلف أيضاً على قطيعته وهجرانه وهو يعلم ما في صلة الأقربين وقطيعة الأهلين.
وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء سماه رسول الله عليه الصلاة والسلام حكيم هذه الأمة، وأبو سعيد الخدري يظعنون عن أوطانهم -يعني: يرحلون عن أوطانهم- وينتقلون عن بلدانهم، ويظهرون الهجرة لإخوانهم؛ لأجل من عارض حديثاً واحداً من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وتوقف عن استماع سنته، فيا ليت شعري! كيف حالنا عند الله عز وجل ونحن نلقى أهل الزيغ والضلال في صباحنا والمساء، يستهزئون بآيات الله، ويعاندون سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام حائدين عنها وملحدين فيها، سلمنا الله وإياكم من الزيغ والزلل].