[شرح قاعدة النفي المجمل والإثبات المفصل لأسماء الله وصفاته]
إن من منهج أهل السنة والجماعة: أنك تثبت لله تعالى الكمال تفصيلاً، وتنفي عنه النقص إجمالاً، فمنهج أهل السنة النفي المجمل، والإثبات المفصل.
هذه قاعدة تتعلق بالأسماء والصفات.
وشرح هذه القاعدة: أن الله تعالى قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:١١] هذا نفي مجمل، لأنه قال:((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ))، فأنا نفيت عن الله عز وجل مشابهته للأشياء كلها من جميع المخلوقات، فهو يختلف عن جميع المخلوقات، ولا شيء منها يماثله ولا يكافئه ولا يشبهه سبحانه وتعالى.
فهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد، وغير ذلك من أسماء الله تعالى وصفاته، أما إثبات ما لله إجمالاً، ونفي ما ليس له تفصيلاً، فهو منهج المجرمين المبتدعين من الجهمية وغيرهم، يقولون: الله تعالى ليس بذات، ولا عرض ولا جسم، ولا له أنف ولا أذن ولا عين، ويظنون أنهم بذلك ينزهون الله.
ولو دخلت على ملك من ملوك الدنيا فهل ستقول له: أيها الملك! أنا أؤمن أنك لست حماراً ولا كلباً ولا خنزيراً ولا قطاً سبعاً! فهذا الأسلوب في حق المخلوقين مرفوض، بخلاف قولك له: أنت ملك عادل، وليس في ملوك الدنيا أعدل منك، فهذا أسلوب مدح ولا شك، وتقول: وعدلك قد ظهر في كيت وكيت وكيت، وهذا إثبات على سبيل التفصيل، وتقول: وباعد الله بينك وبين أهل السوء، فهذا نفي مجمل وإثبات مفصل، فالمنهج يا إخواني! مع المخلوقين منهج محمود، النفي المجمل والإثبات المفصل، وهو منهج أهل السنة والجماعة في إثبات الكمال لله عز وجل تفصيلاً، ونفي النقص عنه سبحانه وتعالى.
إن لأهل السنة والجماعة خمساً وعشرين قاعدة، كانت سبباً لعصمة أهل السنة والجماعة من أن يقعوا في بدعة من البدع على طول التاريخ وعرضه.
أما أئمة المسلمين فهم ينهون عن الخوض في علم الكلام من العرض والجوهر والجسم، والتعدي في البحث والسؤال عما لم يرد عن سلف الأمة، فلابد من التسليم والاتباع، وترك التكلف والتعمق فيما فيه خطر على القلوب من الزيغ والضلال.