[تفسير الفطرة بالإسلام في حديث:(كل مولود يولد على الفطرة) هو مذهب جماهير علماء الأمة]
وقول ابن بطة الذي تابع فيه حماد بن سلمة وقتيبة وأبا يعلى، خالفهم فيه جماهير علماء الأمة ففسروا الفطرة بالإسلام -وهذا المذهب الذي شنع عليه ابن بطة - كما نقل ذلك عنهم ابن عبد البر في كتاب التمهيد، والقرطبي في التفسير، وممن ثبت عنهم من السلف تفسير الفطرة بالإسلام: أبو هريرة، وابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وعكرمة، والزهري، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والضحاك، والإمام البخاري، والإمام أحمد وإليه ذهب كل من شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وشيخ الإسلام ابن تيمية له رسالة مخصوصة بعنوان: الفطرة، وابن القيم نصر هذا المذهب جداً في كتاب له اسمه: شفاء العليل.
وفسر آخرون من الأئمة الفطرة بغير هذين التفسيرين، لكنها أقوال ضعيفة جداً أو منكرة أو مردودة فنعرض عنها.
ومن الجدير بالذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية نصر مذهب القائلين: بأن المراد بالفطرة الإسلام، ورد على المخالفين -وسماهم مخالفين، مع أن ابن بطة يسمينا: مخالفين- وأورد أدلة صحيحة صريحة في الدلالة على أن المراد بالفطرة الإسلام، وتبعه على ذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى، وقد استوفى كل واحد منهما، الكلام على مسألة الفطرة، ورجحا أن المراد بالفطرة فطرة الإسلام لا غير.