قال:[عن أنس بن عياض قال: أرسل إلي عبد الله بن هرمز فقال: أدركت وما بالمدينة أحد يتهم بالقدر إلا رجل من جهينة يقال له: معبد، فعليكم بدين العواتق اللاتي لا يعرفن إلا الله عز وجل].
وكم من شخص من أئمة الضلال بعدما صال وجال وقرأ الكتب وصنف المصنفات؛ وهو على فراش الموت أيقن أن الحق في خلاف ما قال، فكانت وصيته لأبنائه ولتلاميذه وللأمة من بعده: أن عليكم بدين آبائكم وأمهاتكم.
وحقيقة الواحد منا يشعر أحياناً بأن أمه وجدته اللتين لا حظ لهما من العلم، ولم تجلسا إلى عالم، ولا سمعتا الخطب الرنانة، ولا درستا كتب السنة ولا غيرها؛ أصح اعتقاداً منه، وأعظم توكلاً على الله تعالى منه، فهذا هو أصل الدين المفطور والمركوز في فطر آبائنا وأجدادنا وأمهاتنا.
وقد كان الواحد منهم على فراش الموت يقول: دعوكم من قولي، فإني أبرأ إلى الله من كل قول قلته يخالف قول السلف، وعليكم بدين العجائز، أي: عليكم بدين كبار السن من الآباء والأمهات، وهذا اعتراف منهم بفرط ضلالهم، وأن من لم تتلوث فطرته من عامة الناس أحسن حالاً منهم.