قال:[قال مكحول: حسيب غيلان الله -يعني: الله تعالى حسيبه، وهو الذي يحاسبه-؛ لقد ترك هذه الأمة في لجج مثل لجج البحار] أي: في الفتن والاختلافات أعظم من اضطراب أمواج البحر؛ وذلك بقوله في القدر.
[وعن ثابت بن ثوبان قال: سمعت مكحولاً يقول: ويحك يا غيلان! ركبت في هذه الأمة مضمار الحرورية -أي: طريق الحرورية، وهي فرقة ضالة من فرق الخوارج- غير أنك لا تخرج عليهم بالسيف -أي: والحرورية خرجوا على علي بن أبي طالب وعلى من أتى بعده بالسيف، فأنت أعظم خطراً على الأمة من الحرورية، غير أن الحرورية إنما خرجوا بالسيف وأنت لم تخرج بالسيف -والله لأنا على هذا الأمة منك أخوف من المزققين أصحاب الخمر]، أي: الذين يأخذون الخمر في الزق، والزق: وعاء من جلد يشرب فيه الخمر.