[تعقيب المؤلف على الآثار التي أوردها في التحذير من مجاورة المبتدعين]
قال:[هذا قول الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو الصادق المصدوق، فالله الله يا معشر المسلمين! لا يحملن أحداً منكم حسن ظنه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أداخله لأناظره، أو لأستخرج منه مذهبه، فإنهم أشد فتنة من الدجال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم؛ فما زالت بهم المباسطة -أي: ينبسط بعضهم إلى بعض في المجالس- وخفي المكر، ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم].
أي: حتى مالوا إليهم وصاروا منهم، مع أنهم ذهبوا إليهم ليجادلوهم، وليستخرجوا مذاهبهم، ويعلموا ما عندهم من باطل للرد عليهم، ثم ما لبثوا أن وقعوا فيما وقعوا فيه؛ بسبب شبهات كانت أقوى منهم.