للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان ضلال القرآنيين الطاعنين في السنة النبوية]

إن مادة أصول الفقه من أعظم المواد إظهاراً لمراد الله تعالى ومراد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذه المادة أنا أحبها غاية الحب، وأستمتع بالنظر في كتبها أيما استمتاع، وإن الدارس لهذه المادة بمجرد النظر في كتاب الله يعلم المراد، أو يعرف توجيه الآية.

لكن قوماً اتخذوا هذه المادة منهاجاً، فقدموها على كتاب الله، وقدموها على سنة النبي عليه الصلاة والسلام، كما سبقهم إلى ذلك أبالستهم، مثل: القرآنيين.

فالقرآنيون يقولون: نحن لا علاقة لنا بالسنة! وهذا أمر عجيب جداً، كيف يفهمون القرآن بغير سنة النبي عليه الصلاة والسلام؟! وهذه دعوى قديمة جداً، فقد ظهرت في زمن الصحابة، بل قد حذر النبي عليه الصلاة والسلام منها، ولا يزال قوم منهم يستترون، ويعبثون بأدمغة وعقول شباب الأمة.

وأذكر على سبيل المثال: الجاحد والمنكر للسنة جمال البنا، وهو أخو الشيخ الكبير العلم الشيخ حسن البنا رحمه الله، فهذا الرجل لم يكتف فقط بأنه أجهل من حمار أهله فيما يتعلق بالعلم، بل ذهب ليصنف مصنفات بلغت العشرات، يزعم أنه من المجددين، وهو لا يعلم شيئاً بالدين، وإنما منهجه الطعن في سنة النبي الأمين عليه الصلاة والسلام، وهو من مدرسة ابن خلدون، وهو رفيق الطريق، وصديق الهوى للمدعو الدكتور: مصطفى محمود، ونصر أبو زيد وحسن حسني، وهذا الملحد العلماني الكبير في كلية الآداب، وبقية الملاحدة في كلية الألسن؛ كل هؤلاء جمعتهم دار تسمى: دار ابن خلدون، هذه الدار التي تنفق عليها أمريكا، كما تنفق عليها إيران بغير حياء، بل بكل بجاحة.

والعجيب أن يلتحق بهذه الثلة الإجرامية المجرمة اسم لعلم من أعلام الدين وهو ابن الشيخ عبد اللطيف السوري الذي لا يخفى على أحد، وهو إمام من أئمة الذب عن السنة النبوية، وقد أفنى أبوه حياته في الدعوة إلى السنة ونبذ البدعة، وهذا اشتغل وجعل جل أمره واهتمامه إنكار السنة، ويزعم أنه قرآني فقط، فلا والله لا أنت قرآني، ولا أنت من أهل السنة كذلك، بل أنت من أهل البدع والضلال، وإنما يتكلم بكلام خفي؛ حتى لا يفتضح أمره، لكن الله تبارك وتعالى فضحه وكشف ستره، وهتك أمره على يد تلامذته رجالاً ونساءً، الذين تربوا على يديه إنكاراً للسنة، حتى أنكر بضع مائة حديث متفق عليهم عند البخاري ومسلم.

فكيف يكون هذا آدمياً؟! بل هو إلى الحيوانية أقرب، فقد تربى في بيت علم وفي بيت سنة، ثم هو ينقلب رأساً على عقب ليحارب السنة تحت مسمى أنه قرآني فقط، فلم لم يزعم أحد من الصحابة هذا الأمر؟ فهل هذا هو الخير الذي كشفه الله تعالى لك وستره على نبيه، وعلى أصحابه الكرام، وعلى أئمة الدين؟ إن الصحوة الإسلامية الآن تمر بمخاطر عدة من أخطرها: ما يحاك خلف الكواليس وخلف الأسوار في الطعن في سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

والعجيب أن بعض الشباب يقول: لا يعقل أن محمد بن عبد اللطيف يطعن في السنة، فلا بد أن نذهب إليه ونكلمه، فإذا ذهبت إليه إذا بك تمكث عنده، وتأبى أن تخرج من عنده؛ لأنك أصغيت أذنك لأهل الأهواء وأصحاب البدع، وخالفت ما حذرك منه سلف الأمة في هذه الكتب المسندة بأسانيد صحيحة، فلما خالفْتَ أوقع الله تبارك وتعالى عليك العقوبة؛ لأنه يعلم عدم صدقك، وعدم إخلاصك في الطريق، أو لعدم فهمك لمنهجية السلف رضي الله تبارك وتعالى عنهم في التعامل مع أصحاب الأهواء.