للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كلام الإمام أحمد في ذم الكلام]

نختم هذا الدرس بكلام نفيس جداً للإمام أحمد بن حنبل، يقول أحمد بن حنبل: لا تجالس صاحب كلام وإن ذبَّ عن السنة؛ فإنه لا يئول أمره إلى خير.

أي: لا تجالس صاحب كلام وصاحب هوى وبدعة؛ حتى وإن تظاهر بأنه يدافع عن السنة، وهذا كلام واقعي، واذهب الآن إلى منكري السنة فإن أحدهم يقول لك: أنت فهمتني خطأ، نحن لم ننكر السنة، ولكن نقول: السنة هي فكرة في العقل؛ ولذلك لما اعتمدوا على عقولهم وجعلوا العقل حاكماً على السنن؛ صححوا أحاديث موضوعة، وردوا أحاديث متفق عليها؛ لأن القواعد التي وضعها أهل العلم ليست هي الحاكمة والحاسمة، وإنما الحاكم والحاسم هو العقل.

يقول لك أحدهم: أنت إذا تصورت أنني أنكر السنة فأنت مخطئ، فتقول له: يا أخي! أنت رددت حديث الذبابة وهو وارد في البخاري، فيقول لك: هل حديث الذبابة معقول يا أخي؟! وتقول له: كذلك أنت رددت حديث فقء موسى لعين ملك الموت، فيقول لك: وهل هذا حديث؟