[أثر عمر في معرفة اليوم الذي نزلت فيه (اليوم أكملت لكم دينكم)]
قال: [عن طارق بن شهاب قال: (قال يهودي لـ عمر: لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) وعلمنا اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيداً)] يعني: لكمال الدين وتمام النعمة، والرضا عن هذا الدين، فهي فرحة عظيمة جداً.
قال: [(فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والساعة، وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت؟ نزلت ليلة جمع، ونحن مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في عرفات)] ليلة الجمع هي ليلة الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة، أي: نزلت بعرفات بعد غروب الشمس، ويقال لهذه الليلة: ليلة جمع؛ لمشروعية جمع المغرب والعشاء في المزدلفة، مع أن المغرب في يوم التاسع من ذي الحجة يؤذن له وأنت في عرفة، لكنك لا تصلي المغرب والعشاء إلا في المزدلفة، فتكون صلاة المغرب والعشاء في غير المكان الذي دخلت فيه وقت الأولى وهو عرفة، فهذه الآية نزلت ليلاً في عرفات ليلة جمع.
قال: [وعن طارق بن شهاب: (أن اليهود قالوا: لـ عمر: إنكم تقرءون آية لو أنزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: إني لأعلم حيث أنزلت وأي يوم أنزلت؟ أنزلت بعرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة).
قال سفيان: وأشك أكان يوم جمعة أم لا؟ يعني:((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))]، لكن هذا الشك زال؛ لقول عمر في الطريق الثاني:(أنزلت يوم عرفة يوم جمعة).
وهذه الآية ليست آخر آيات القرآن نزولاً، وبعض أهل العلم قال: هي آخر آية نزلت، لكن جماهير أهل العلم على أن آخر آية نزلت على الإطلاق هي:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}[البقرة:٢٨١].
أما هذه الآية فهي آخر آية نزلت بمكة، نزلت في حجة الوداع في يوم عرفة، وكان يوم جمعة.