[باب زيادة الإيمان ونقصانه وما دل على الفاضل فيه والمفضول]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أما بعد: فهذا الجزء السابع من كتاب الإبانة لـ ابن بطة، وفيه أربعة أبواب: الباب الأول: في زيادة الإيمان ونقصانه.
الباب الثاني: في الاستثناء في الإيمان، أي: هل يجوز للرجل أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو يسأل الإنسان أخاه فيقول له: هل أنت مؤمن؟ وما موقف السلف من هذه القضية.
الباب الرابع: القول في المرجئة وما روي فيهم من إنكار العلماء في سوء مذهبهم.
فالباب الذي يعنينا في هذه الليلة، هو باب إثبات أن الإيمان يزيد وينقص.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[اعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل تفضل بالإيمان على من سبقت له الرحمة في كتابه -أي: في اللوح المحفوظ- ومن أحب أن يسعده الله عز وجل، ثم جعل المؤمنين في الإيمان متفاضلين]، أي: أن أهل الإيمان بينهم تفاضل، فهو عند فلان كثير وعند آخر قليل، فأهل الإيمان في إيمانهم يتفاضلون، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، ثم جعله فيهم يزيد ويقوى بالمعرفة والطاعة، وينقص ويضعف بالغفلة والمعصية].
إذاً: الإيمان يزيد بطاعة الله عز وجل وبمعرفة الله تعالى والإيمان به، وينقص بالمعصية وبالبعد عن الله عز وجل.
قال: [وبهذا نزل الكتاب، وبه مضت السنة، وعليه أجمع العقلاء من أئمة الأمة، ولا ينكر ذلك ولا يخالفه إلا مرجئ خبيث قد مرض قلبه، وزاغ بصره، وتلاعبت به إخوانه من الشياطين، فهو من الذين قال الله عز وجل فيهم:{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}[الأعراف:٢٠٢].