قال:[وعن عمر بن الهيثم قال: خرجت في سفينة إلى الأبلة أنا وقاضيها هبيرة العديس، وصحبنا في السفينة مجوسي وقدري؛ قال: فقال القدري للمجوسي: أسلم -أي: انطق بالشهادتين- فقال المجوسي: حتى يريد الله -أي: إذا أراد الله لي الإسلام أسلمت- قال: فقال القدري: الله يريد، والشيطان لا يدعك]، أي: أن الله أراد منك الهداية والإسلام، لكن الشيطان هو الذي أضلك، هكذا أراد القدري أن يبلغ الرسالة للمجوسي.
[فقال المجوسي: أراد الله وأراد الشيطان، فكان ما أراد الشيطان! هذا شيطان قوي]، أي: أنه أقوى من الله عز وجل، فانظروا إلى المجوسي هو أصح اعتقاداً من القدرية، فالمجوسي يوقن أن الهداية والضلال بيد الله، والقدري يقول: الهداية من عند الله والضلال من عند الشيطان أو من عند العبد.