وقال:(يد الله فوق الجماعة، فمن شذ لم يبال الله بشذوذه).
وقوله:(يد الله فوق الجماعة) الأصل إجراء هذا النص على ظاهره وعدم تأويله، وإن أولته فلا بأس بذلك بشرط أن يكون الأصل إجراءه على ظاهره، ومن العلماء في زماننا من لم يتصور قول الله تعالى:{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح:١٠]، مع أنه من أهل السنة ويدعو إلى السنة، ولكنه كما يقولون: لكل جواد كبوة، وقال في قوله تعالى:((يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)) أي: قدرة الله فوق قدرتهم، وأن المراد باليد القدرة، ولا شك أن قدرة الله فوق قدرتهم، ولكن هذا لا يمنع إجراء النص على ظاهره، وأن يد الله فوق أيديهم.
فقال: وكيف نفهم أن يد الله فوق أيديهم؟ فقلت له: كما تفهم أن السماء فوق الأرض بغير عمد، كما نقول: فلان فوق فلان، أي: في الرتبة والمنزلة والقوة والمكانة والعظمة والوجاهة، ويلزم من هذا أنه كان فوقه، فقوله تعالى:((يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)) أي: هي فوق خلقه، ولكن تثبت اليد لله على ما يليق بكمال الله عز وجل.
فوقف عند هذا وقال: أنا لا أتصور هذا النص إلا مؤولاً.
وهو قد قضى حياته في نشر عقيدة السلف، فهذا يغفر له ذلك إن شاء الله بين يدي الله عز وجل؛ لأن الأصل فيه الاستقامة، وربما يكون قد قال هذا الكلام فيكم، أو أن أحداً منكم سمعه إن لم يكن كثير منكم سمعه، وأظنه إن شاء الله سيرجع.
قال:(فمن شذ)، أي: من فارق الجماعة (لم يبال الله بشذوذه) وفراقه لهذه الجماعة.