قال:[وعن ابن طاوس عبد الله عن أبيه طاوس بن كيسان اليماني أن رجلاً قال لـ ابن عباس: أن أناساً يقولون: إن الشر ليس بقدر].
أي: ما أراد الله تعالى وقوع الشر، إنما الشر هذا من عندنا، فلا علاقة له بقدرة الله، ولا بقدر الله.
قال: [فقال ابن عباس: فبيننا وبين أهل القدر هذه الآية: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام:١٤٨]]، حتى المشركين أنفسهم أنظف وأحسن عقيدة من القدرية؛ لأنهم يعتقدون أن الشرك وقع فيهم بمشيئة الله عز وجل، فقولوا:{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام:١٤٨]، أي: كل هذا الذي نعمله بمشيئة الله عز وجل، لكن هل المشركون معذورون بشركهم أم لا؟ وهل أقيمت عليهم الحجة أم لا؟ أقيمت عليهم الحجة، كما أنهم لا يحتجون بالقدر على المعصية، وإنما يحتج بالقدر بعد التوبة منها، كما في حديث:(احتج آدم وموسى) والحديث طويل.