قال: [أحصى الله تعالى ما هو كائن قبل أن يكون -علم الله عز وجل ما سيكون قبل أن يكون- فخلقهم على ذلك العلم الأزلي السابق فيهم -أي: على مقتضى علمه خلق الخلق- ثم أرسل بعد العلم بهم والكتاب الرسل -أرسل الرسل بعد العلم وبعد الكتاب- إلى بني آدم يدعونهم إلى توحيد الله وطاعته، وينهونهم عن الشرك بالله ومعصيته، يدلك على تصديق ذلك قول الله عز وجل لنبيه:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:٢٥].
فهذه دعوة الرسل جميعاً:{لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:٢٥]، أي: فاعبدوني ولا تعبدوا أحداً سواي]، دعوة كل نبي إلى أمته: أن يعبدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئاً، أن يفردوه بالوحدانية ولا يشركوا معه إلهاً آخر.