للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أصول الفرق الضالة ومرجعها]

هذه الفرق وإن كانت ثنتين وسبعين فرقة إلا أنها في أصلها ترد إلى أربع فرق أو خمس، وهي: الرافضة أو الشيعة، والخوارج، والجهمية، وبعضهم كـ عبد الله بن المبارك يقول: إن الجهمية ليسوا من فرق الضلالة، وإنما هم كفار أصليون، لا علاقة لهم بفرق الإسلام.

ولذلك لما سأله يوسف بن أسباط: ما هذه الفرق التي ذكرها ابن عمر في حديثه؟ قال: الروافض، والخوارج، والمرجئة، والمشبهة.

قال: يا أبا عبد الرحمن! لم تعد الجهمية؟ قال: وهل سألتني عن الكفار؟ إنما سألتني عن فرق الضلالة، وأما الجهمية فإنهم كفار.

فهذا تصريح من عبد الله بن المبارك -وهو إمام الأئمة وسيد العلماء في زمانه- بأن الجهمية أتباع الجهم بن صفوان ليسوا من أهل الإسلام، وإنما هم من فرق الضلالة؛ لأنهم من أول يوم مرقوا وخرجوا عن الإسلام بالكلية.

فمرد الفرق إلى هذه الأربع أو الخمس، ثم تفرقت كل فرقة منها إلى فرق متعددة، وبلغت كل فرقة منها فوق العشرين أو دونها، حتى أصبح مجموع هذه الفرق كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله في كتاب الفتاوى قال: فهذه الفرق بلغت في صدرها الأول اثنتين وسبعين فرقة.