[إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هناك فتنة صماء بكماء عمياء]
قال: [وعن الحكم بن مسعود البحراني أن أنس بن مزيد الأنصاري حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون فتنة بكماء صماء عمياء، المضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، ومن أبى فليمد عنقه)]، يعني: من أبى أن يجتنب الفتن فليدخل فيها، لكنه لا بد أن يعلم أنها ستستأصل شأفته وتأخذ عنقه؛ لأنه قد خالف الأوامر النبوية الآمرة والقاضية بأن يلزم بيته، ويكون حلس بيته، وأن يجتنب هذه الفتن، فلو استشرف إليها استشرفته، ولو مد إليها يده قطعتها، ولو مد إليها عنقه لقطعته كذلك، وهذا شأن الفتن عموماً.
[وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من يستشرف لها تستشرف له)]، أي: لو تطلَّعْت إليها تطلَّعَت إليك وأخذتك.
قال: [(ومن وجد منها ملجأً أو معاذاً فليعذ به)]، أي: من وجد منها فراراً وهروباً فليهرب.