[تفسير ابن عباس لقوله تعالى:(يحول بين المرء وقلبه)]
قال: [وعن ابن عباس في قول الله تعالى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}[الأنفال:٢٤]، قال: يحول بين الكافر وبين طاعته، وبين المؤمن وبين معصيته]، الله تعالى هو الذي يحول بين القلوب وبين العمل، إذا أراد الله إرادة كونية ألا يؤمن العبد حال بينه وبين الإيمان، وإذا أراد الله إرادة شرعية أن يؤمن هذا العبد قربه إلى الإيمان وقرب الإيمان إليه:{يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}[الأنفال:٢٤]، فإذا كنت أنا على يقين بأن قلبي بيد الله عز وجل، وأن الله يحول بيني وبين ما أشتهي، فينبغي أن يخضع المرء لله عز وجل، وأن يذل، وأن يتودد، وأن يتزلف إلى مولاه وسيده؛ حتى يوفقه للطاعة ويجنبه المعصية.
كما قال تعالى:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ}[سبأ:٥٤] قال: حيل بينهم وبين الإيمان.