[ذكر ما أخبرنا الله تعالى به في كتابه أنه ختم على قلوب من أراد من عباده]
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أما بعد: فالباب الأول من كتاب القدر في ذكر ما أخبرنا الله تعالى في كتابه أنه ختم على قلوب من أراد من عباده.
إذاً: الختم بإرادة الله عز وجل، فهم لا يهتدون للحق ولا يسمعونه ولا يبصرونه، فقد طبع على قلوبهم؛ لأن هناك ختماً، وقفلاً، وإغلاقاً، وطبعاً، وكل ذلك بإرادة الله عز وجل.
وهنا إن أراد الله تعالى أن يطبع على قلب العبد، ويختم على سمعه وغير ذلك فعل سبحانه وتعالى، إذ إن الله تعالى يعلم أن عبده فلاناً لن يسمع كلام الله، بل لن يطيع الله تعالى، ولن يكون متبعاً لأنبيائه ورسله، فختم الله تبارك وتعالى على قلبه وسمعه بناءً على علمه الأزلي السابق سبحانه وتعالى، وأن هذا العبد إذا بلغه العلم فإنه لا يقبله، وهذا من عدل الله عز وجل.