[تابع ما جاء في النهي عن ضرب الأدلة بعضها ببعض بالجدل المذموم]
[قال أبو أمامة:(فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما صب على وجهه الخل)] يعني: لما خرج عليهم ووجد أن هذا يأتي بآية وذاك يأتي بآية، وكل واحد يأتي بالدليل الذي يستطيعه من باب نصرة رأيه على رأي الآخرين؛ غضب وكأنه صب على وجهه الخل.
فقال: [(يا هؤلاء! لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؛ فإنه يوقع الشك في قلوبكم، فإنه لن تضل أمة إلا أوتوا الجدل)].
وعند ابن ماجه بإسناد حسن:(ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)].
فاعلم أن الجدال والخصومة والمراء في دين الله بغير علم، وبغير هدى وكتاب منير؛ هو طريقك إلى ركوب الأهواء والضلالات والبدع.