الفرقة الناجية واحدة، ولها علامات وأمارات، فهم ليسوا أقواماً تحزبوا في أماكن وانحازوا فيها، وإنما استحقوا ذلك باتباعهم للسنة ونقدهم للبدعة ومحاربتهم لها، ونصرتهم للحق الذي كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام.
ولذلك قال سفيان لـ يوسف بن أسباط: يا يوسف! إذا سمعت برجل من أهل السنة في المشرق فأرسل إليه السلام، وإذا سمعت به في المغرب فأرسل إليه السلام؛ فإن أهل السنة قلة.
أي: فإن علماء السنة الداعين لها المستمسكين بها قلة.
ولذلك قال عنهم:(طائفة)، قال:(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك).
ولذلك سموا بالجماعة، وسموا أهل السنة؛ لأنهم متمسكون بالسنة، خاصة في الاعتقاد، والسنة هنا لا تعني حديث النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما هي في مقابلة البدعة في الاعتقاد، ولذلك يقولون: فلان سني وفلان بدعي وفلان على السنة وفلان على البدعة.
فالسنة عند إطلاقها في باب الاعتقاد أو كتب الاعتقاد تعني القيام على عقيدة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام، وسموا بالجماعة لأنهم اجتمعوا على هدف واحد.