جاء الحسن البصري شخص يسأله: يا أبا سعيد! ما تقول في مرتكب الكبيرة، وتصور لو أن شخصاً يسألني الآن سؤالاً وقام كل أحد من الجالسين يجيب، فهذا ليس من أدب العلم، ولا من أدب المجلس مهما كان ضعفي؛ لأن السؤال موجه لي وأنا صاحب المجلس.
إذاً: أنا الذي أجيب أو أطلب الجواب من الحاضرين، فقام واصل بن عطاء وقال: لا هو مؤمن ولا هو كافر، بل هو في منزلة بين المنزلتين، ثم أشار إلى جماعته فقاموا وذهبوا إلى آخر المجلس، فقال الحسن رحمه الله: اعتزلنا واصل، فسميت هذه الفرقة بالمعتزلة إلى يوم القيامة، وهي من أعظم فرق الضلال في الأمة، وكان منشؤها في أوائل القرن الثاني الهجري على يد واصل، فهو أول من اعتزل، وأول من تكلم في مرتكب الكبيرة بكلام يخالف فيه كلام أهل السنة والجماعة.