وقال فخر الدين الرازي في كتاب مفاتيح الغيب عند تفسير قوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}[التوبة:٦٥]، الآية دالة على أحكام: الحكم الأول: أن الاستهزاء بالدين أياً كان كفر بالله تعالى، وذلك لأن الاستهزاء يدل على الاستخفاف بدين الله تعالى، أو بشيء منه.
الحكم الثاني: أنه يدل على بطلان قول من يقول: الكفر لا يدخل إلا في أفعال القلوب، يعني: أن هذا رد على من يزعم أن الكفر لا يكون إلا بالاستحلال أو التكذيب أو الجحود، مع أن هذا هو مذهب المرجئة، فهم يقولون: لا كفر إلا بالجحود والاستحلال والتكذيب! وليس كذلك، بل يكفر المرء بالقول المجرد إذا كان كفراً، وبالفعل المجرد إذا كان من أفعال الكفر.
الحكم الثالث: أن قولهم هذا الذي صدر منهم كفر في الحقيقة، وإن كانوا منافقين من قبل، إذ إن الكفر يمكن أن يتجدد من الكافر حالاً فحال.
الحكم الرابع: أن كفر هؤلاء إنما حدث بعد أن كانوا مؤمنين، أي: أنهم قد خرجوا من الملة بعد إيمانهم.