للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الانتساب إلى الجماعات الإسلامية المعاصرة]

السؤال

هل الجماعات الموجودة على الساحة الآن تنزل تحت الحديث: (كلها في النار إلا واحدة)؟ وهل يأثم الذي ينضم إلى هذه الجماعات؟

الجواب

أما نزولها تحت الفرق فلا، ولكني أنصح دائماً بالتمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.

وأما إن كنت منخرطاً في إحدى هذه الجماعات، فإن الإيمان لابد أنه في قلبك ضعيف، فإن كان إيمانك قوياً فاحرص على اتباع الحق، سواء أتى هذا الحق من جماعتك أو من غيرها.

إننا كلنا نعيش حياة الواقع الإسلامي بين المسلمين، والعداوة الواقعة بين الجماعات الإسلامية يا إخواني أمر مذموم، ومن العدل والإنصاف أنه لو كان الحق في رأيهم، وقد صح عن الله وعن رسوله، فلو قال به حتى اليهود لأخذت به؛ لأنه حق، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.

يا إخواني؛ لما كنا في السبعينات منخرطين في إحدى الجماعات لم نكن نقبل من أحد شيئاً وإن كان صحيحاً.

يعني: بلغ بنا الأمر في بغض الأزهر أننا كنا نرد عليه أي قول يقوله، وإن كان عليه دليل! وهذا في الحقيقة غلو، فالحق لو أتاني من طريق يهودي أشكره عليه، ولذلك أنتم تعرفون عبد الله بن سلام قال للنبي عليه الصلاة والسلام: هي ثلاثة أشياء أسألك فيها، فإن أجبت فأنت نبي، وإن لم تجب فأنت كذاب.

قال: ما أول طعام أهل الجنة؟ وما هي أول أشراط الساعة؟ وكيف ينزع الولد؟ وهذه الأسئلة الثلاثة حق، ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل له: أنت يهودي فلا يمكن أن أجيبك! بل أجابه وقال: (أول علامات الساعة نار تحشر الناس في المشرق أو إلى المشرق، وأول طعام أهل الجنة زيادة كبد الحوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إليه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد إليها).

فعرف أن هذه الإجابات لا يجيب عليها إلا نبي؛ لأنه عرف ذلك من واقع كتب أهل الكتاب السابقة، ولذلك آمن فوراً، وانتفع بالنبي عليه الصلاة والسلام وبدينه.

وأنا دائماً أريد أن أقول: إن التعصب للجماعات يضعف الولاء.

والحمد لله أن السلفية ليست جماعة، وفي الأصل لا يمكن أن تكون السلفية جماعة، لأن جذورها وأصولها تمتد إلى زمن الصحابة، بل الصحابة هم أصل السلفية، وأصل الالتزام بالكتاب والسنة، وهم أصل الفهم للغة.

فلا يصح أن أقول: إن السلفية جماعة، ولذلك من زعم أن السلفية جماعة فزعمه هذا باطل يجب أن نرد عليه.

وكل جماعة يلزم لها أمير، والأمير يلزمه الأمر، والأمر يلزمه سمع وطاعة، فإن تنكرت للسمع والطاعة استلزم ذلك التأثيم، وكل هذه المؤهلات لا تصلح إلا مع الخليفة، أو مع من يعينه الخليفة، وأين هذا الخليفة؟ هل أحد منا يستطيع أن يظل في بيته آمناً إلى صلاة الفجر؟ وهل هناك أحد منا ينام في سريره أو في مخدعه يأمن على نفسه حتى طلوع الشمس؟