[إقدام العبد على المعصية والذنب بإرادته وبقدر الله عز وجل]
قال: [وعن يونس بن بلال، عن يزيد بن أبي حبيب أن رجلاً قال:(يا رسول الله! يقدر الله عز وجل علي الذنب ثم يعذبني عليه؟ قال: نعم، وأنت أظلم)]، ولو أجابه بـ (نعم) فحسب لدار في نفس السائل أن هذا ظلم، وأنتم تعلمون أن الظلم صفة نقص، والله تعالى منزه عن كل صفات النقص، إذ إنه متصف بكل صفات الكمال سبحانه وتعالى.
فحذار أن تظن أن الله تعالى قد جبرك على المعصية، وأنه الذي اختارها لك، بل أنت الذي اخترتها، فلما اخترتها وسلكت سبيلها، وإن كان ذلك قبل أن تخلق، وقبل أن تكون نطفة، لكنه سبق في علمه أن ذلك سيكون منك، فأذن في وقوعها منك، وكلمة:(أذن في وقوعها منك)، أي: أراد الله تعالى لها أن تقع في الأرض، وأن تكون في الأرض، أما الذي باشرها فهو العبد، وهو أظلم.