للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تابع تحذير السلف من أهل الأهواء]

[وعن ابن شوذب قال: قال لي عقيل بن طلحة -وكان لـ طلحة صحبة- هل لقيت عمرو بن عبيد؟ وعمرو بن عبيد هو رأس الاعتزال، وقد كان معروفاً بالزهد، حتى إن الناس اغتروا به، والعوام دائماً لهم الظاهر، وأما أهل العلم فلهم نظرة أبعد من ذلك، فلما اشتهر عن عمرو بن عبيد الزهد وقع في حبائل فكره وانحرافه كثير من العامة.

[فـ عقيل بن طلحة سأل ابن شوذب: هل لقيت عمرو بن عبيد؟ فقال: لا، قال: فلا تلقه؛ لست آمنه عليك، وكان عمرو بن عبيد يرى رأي الاعتزال].

[وعن أبي إدريس الخولاني أنه رأى رجلاً يتكلم في القدر، فقام إليه فوطئ بطنه -يعني: وضع رجليه على بطنه- ثم قال: إن فلاناً لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه، فخرج الرجل من دمشق ماشياً إلى حمص]، يعني: هرب إلى بلد آخر ليبث فيها فتنة القدر.

[وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا تجالس أصحاب القياس؛ فتحل حراماً أو تحرم حلالاً].

والقياس المذموم الذي يذمه هنا الإمام الشعبي هو القياس على غير أصل، وأما القياس على الأصول العلمية التي قال بها أهل العلم فإن هذا هو القياس المعتبر والمحمود، وهو أصل من أصول الشريعة.

[وقال الزبرقان: نهاني أبو وائل شقيق بن سلمة الكوفي أن أجالس أصحاب أرأيت أرأيت]، وهؤلاء يسمون: الآرئيين.

[وعن ابن عون عن إبراهيم النخعي قال: لا تجالس بني فلان؛ فإنهم كذابون].

أي: منحرفون، والغيبة هنا جائزة؛ لأنه من باب النصيحة في الدين.